الأحد، 1 ديسمبر 2013

مجرد سائق







أنا مجر سائق
بداية غامضة من فتاة ذات شعر أصفر تتقدم ببطئ وبتانئ وتكاد تفقد وعيهـا ، متمسكهـ  في حياة طفل في أحشاءها
"أحتاج المساعدة" تسقط مغمى عليها أمام الصيدلي والذي لم يعرف ما يفعل سوى الاتصال في الإسعاف لنجدتها
هنا بداية خيط غامض ، تموت الفتاة بعد أن تلد بفتاة لتخلق معها الكثير من الاسرار والتساؤلات حولها وحول قصتها
بطلتنا هنا لديها حبُ التطلع ، تكتشف أن مع هذه الفتاة ، في حقيبتها بعض المذكرات والتي ربما قد توصلها لعائلتها
او أقاربها على الأقل ليستطيعوا أن يعتنوا بهذه الفتاة والتي أصبحت مجرد فتاة بـ أب مجهول و أم عاهرة مدمنة ميتة
ما لم تعرفهـ بطلتنا ، هو أن هذه المذكرات ، هي حقائق ، تستطيع أن تسقط أحد أقوى ملوك المافيا في لندن
تجري الاحداث بـ تأني وخفة وهدوء ، ويعطينا المخرج نظرة عن ماضي بطلتنا بـ مشهد عاطفي بسيط
ينتقل المشهد الى زاوية مظلمة قليلة ، وهي عصابة قوية روسية ولها مكانه قوية في أحياء لندن
مجرد سائق ، كانت جملته الأولى ، والتي بدا بها الفيلم بين البطلين ، محاورة سطحية وبسيطة تربطهم مشاهد
متفرقة فيما بعد ، الفيلم يحتوي الكثير والكثير من الغموض ، وخصوصاً الغموض يسيطر على شخصية السائق
في البداية ، يزاولك الشك بانه مجرد سائق خاضع لهذه العصابة ، ولكن فيما بعد يكون دبوس ووصله بين العصابة
والحكومة الروسية ، لكن من هو فعلاً ، وفي أي جانب ينتمي !




في أحد أجمل اللقطات ، لا بل من أفضل اللقطات في هذا الفيلم والتي جعلتني أنظر للفيلم من زاوية مختلفة قليلاً
مما كانت عليه في البداية ، وهذا بسبب تقاطع الاحداث وبداية الفيلم البطيئة نوعاً ما ، لكن ليس هذا السبب الحقيقي
في أعجابي بهذا الفيلم ، بل بـ أقتباس ، كان جواب شافي لشخصية هذا السائق وأي جانب وحزب ينتمي
فمن الصعب تحديد مكانه بالفيلم ، بالرغم من أحدث الفيلم يكون هو الأساس وهو البداية وهو النهاية ايضاً
في هذا المشهد ، أقرب لحل أحجية شخصية معقدة بكل معانيها ، "كيف يمكنني أن أكون الملك ، إن كان الملك
الحالي مازال بمكانه" بعد قوله لهذه الجملة ، وبعد مرور ساعة والنص من الغموض ، لقد وصلك مفتاح شخصية
هذا السائق ، ليس تابعاً لـ أحد لا لعصابة المافيا ولا جاسوساً لحكومة الروسية ، بل كان يلعب بالطرفين
ليصبح الملك ، هذا كان هدفه ، وحتى وبعد أن تعرض للخيانه والغدر من هذه العصابة ، لا يزال يطمح للقمة
متمسكاً باضيق الأبواب ، قطرة دم من طفلة بلا أب تستطيع أن تسقط الملك ، ويجلس هو على عرش المافيا
الفيلم جميل ، قد لا يعجب الكثيرين بسبب الغموض ، ولكن صدقوني ، اذا لم يعجبكم الفيلم فانا متاكد أنكم ستعجبون
بـ أحد أجمل الشخصيات الغامضة في عالم السينما  .

- فيلم Eastern Promises 2007

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

نوتات الحُب







هدوء ومطر ، في أجواء متوترة ، صمتٌ يعم المكان ، في بحرٍ من الغموض الغريب
محادثة بين شخصين تبدا كمقدمة لما سياتي بعدها ، محادثة بين ذكريات قديمة ، مهنة وهواية و حرية !
يذهب المشهد الأول وياتي المشهد الثاني في أعمق لحظات الحب ، رغم كل ذلك لم يصل الى ذروته !
لم ينجض بعد ، لا تزال الدقائق تمر وتمر ، ببطئ شديد ، بين أب وفتاة لم تتجاوز الثامنة
ليس المال ولا الجمال وحدهـ من يخلق ذاك الحب العميق ، ولا يحددهـ العمر
بل الموسيقى ! ، هي بوابة الحب ، وهي أعمقها واشدة قسوة على القلب ، هي الضياع لكل شيء كان حاضراً
الموسيقى ، تكسر القلب ، وتحطم جميع الحضارات ، تجعل المستحيل حقيقة وحتى لو كان بدقائق او أقل
تبدا الموسيقى ، كانت المقدمة ( نوتة ) كانت بداية بسيطة لمشاعرها ، وكانها كانت تختبرهـ
تبدا الموسيقى بالتتالي ، ثواني معدودة كانت لتجعله مجنوناً بهذا الوقت ، ربما يتمنى فقط لو يتوقف الوقت
ويخلد هذه اللحظة ، هذا الحب ليس أي حب ، بل حبٌ الموسيقى وجمالها وخلود لحنها
موسيقى بـ كلمات الحب ، لا يفهمها إلا من مارسها وعاش معها لحظاتها وواقعها المشفر وغموض جمالها
مع تتالي النوتات مع بعضها ، أصبح ينظر لها ، ليست نظرة الذهول مثل أول لقاء ! بل نظرة العاشق
الذي وقع  في فخ نوتة الحب ، ويالها من مصيدة ، تجعل الخيال حقيقة لبعض الوقت ، ولكنها تقلبه جحيماً فيما بعد
يشتد المطر ولا زال الظلام شديداً ، وكانه يريد أن يحجب هذا الحب المحرم !  هذا الحب والذي خُلق من الموسيقى
يقرر أن يبدا خطوته الاولى ، فقد وقع في فخ الحب ، ولما لا ، وقد سُحر بجمالها وبجمال ما تعزف ، لقد فهم ما تقول بالموسيقى

تتلامس الايادي ، ولكن ... 


مشهد من فيلم ( Breathe in )

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

حمراء مثل لون الموت



حمراء مثل لون الموت
في حقيقة الامر ، أنكِ لا تقدرين مشاعري إتجاهك ، تجعلين حياتي مثل الجحيم المستمر
لماذا تفعلين هذا بي ، هل تذكرين ياعشقي الابدي ، حينما قدمتُ لك تلك الزهرة البيضاء
رميتي بها بعيداً ، لم تعطي لها قدراً او أقل من ذلك بقليل ، اخبريني من الذي غيرك علي
أنتي روحي ، وأنتي المكمل لي ، أنتي الكمال ، خُلقتي لـاجلي ، لماذا تتجاهلين تلك الحقيقة
أخبريني ، باي حق تخسفين بروحي هكذا ، تكسرين قلبي ، وتجعلين حياتي جحيم مستمر
أخبريني ياحبي الأول ، ياملكة تحتها تخضع جميع الملوك ، هذا ليس أنتي ، وليست تلك شخصيتك
تغضبين ، وتتفوهين بكلمات تعكس هذا الواقع المر ، قدمت لك كل ما تطلبين ، قدمتُ لك قلبي
قدمت لك روحي وجسدي ، الازلتي تطمعين بأكثر من هذا ، هل تريدين الثراء !
أنا لستُ الا فقيراً يعيش يومه ، قدمت لك وردة ذات يوم ، بيضاء مثل القمر
وأرجعتيها لي حمراء مثل لون الفراق ! مثل لون الموت ، بل أسواء من ذلك

لماذا بحق جمالك وبحق هذا القدر الذي ربطني بك ، لماذا بحق الحب وبحق كل من يقراء هذه الكلمات 

السبت، 16 نوفمبر 2013

نقطة زرقاء






قضيتُ الكثير من الوقت أفكر بكِ
جميلة كالقمر ، وبيضاء مثل سطوع النجم في المجرة السابعة
نقطة زرقاء ، أنا وأنتي ، أنتي و أنا ، بين حرف الواو تضحكين
نقطة زرقاء ، سماء صافية ، بها عطرك راحتك وجمالك المبجل
نقطة زرقاء ، وقت ، ودقائق ،و ثواني ، وجزء من ثانية متوقف
نقطة زرقاء ، بحرٌ شاسع ، نقطة زرقاء ، وسماء صافية وتكرارٌ في مسيرة الحُب
نقطة سوداء ، تتكرر الكلمات والوقت وتلك الثانية بشكل معاكس لواقعي
نقطة سوداء ، صنعتيها في حياتي ، كانت زرقاء ، ولكن ... جعلتيها سوداء

نقطة سوداء ، ونهاية واقعية ، وسناريو أسود ، تحت فتاة جميلة كالقمر .

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

ذات العيون الزرقاء َ





ذات العيون الزرقاء َ
سماوية ، مزرقة ، و ربما أفتح من ذلك بقلل
ذات العيون الزرقاءَ
عالماً داخل تلك العين ، سماء وكون ونجوم تصطع تحت جِفنيك
ذات العيون الزرقاء َ
قلب ينبض ، من الألم ، المعانه ، وهل أُعيد تعريف الإنسانية ، أم نسيت بكل بساطة
ذات العيون الزرقاء َ
أنتي عن تلك الأرض ، أنتي الأرض ، وعيناك النجوم والكون والسماء وما تحتها
أنتي تعريف بالفقر ، أنتِ تعريف بالصبر ، اما تلك الابتسامة
فـهي سر ، أخبرتي ذلك الذي يقف أمامكِ ، يصورك وأنتي تبتسمين
ليس لأجل تَلك العدسة
بل لأجل ذلك الرجل ، الذي يقف و يشاهدك وهو يصوركِ ، وتوقف الوقت ورجعت إنسانيته
ياذات العيون الزرقاءَ
أي ابتسامة تملكينها ، رغم فقرك ، رغم معانة بلدك ، و رغم كل تلك الألم التي تمر بكِ
تبتسمين !
إنها حقاً إبتسامة بلا تعريف ، ياذات العيون الزرقاء والتي لم أعرف إسمها قط

سأموت وأنا أناديها بـذات العيون الزرقاء !

السبت، 26 أكتوبر 2013

ضحكة وكوب قهوة وعطرٌ أكاد أنسى راحته ،


أعطيني قبلة ولكِ روحي ،
حتى الممات وعد لا ينقطع ،
تحت هذه الشجرة عنوان لقائنا ،
ضحكة وكوب قهوة وعطرٌ أكاد أنسى راحته ،
شمعة احترقت من جهتين لتنير جسدكِ كاملاً ،
أما أنا ، انظر لكِ ، وأقول هل يمكن أن يتوقف الوقت لبضع أيام ،
أتمنى شيئاً ليس له وجود ، فقدت إحساسي فـ صرتُ مجنوناً بكِ ،
انتي تحفة خلقة لتجعلني أقف ليقف الوقت معي ،
أكاد أنسى ذلك الغروب من شدة جمالك ،
أنتي القمر وأنا الشمس ، لن نلتقي ،
تهربين مني ام أنا الذي أهرب ،
أطرد شبحاً صنعه عقلي ، ونبض بهِ قلبي ،
تحرك الوقت ، بعد أن توقف بي بضع ثواني ،

لـ أجد نفسي انظر للغروب مره أخرى ! وحيداً غارقاً في احلامي .

الخميس، 6 يونيو 2013

2=1+1

واحد زائد واحد يساوي اثنين ، من المستحيل ان يكون الناتج النهائي فردياً وهو العدد واحد مهما تعددت الاسباب
واحد زائد واحد يساوي اثنين

ابدا بهذا السطر كافتتاحية لفيلم جعلني ابكي ، وفي الحقيقة هذا أحد أجمل الافلام التي تكون القصة فيه عبقرية ومحزنة 
لم أبكي من التمثيل صدقوني التمثيل جميل ولا فيه أي عال ، فلا غبار عليه ، لكن القصة كانت الاساس
الاساس والمتمم والمكمل للفيلم ، هذا الفيلم يعتمد بنسبة كبيرة على القصة
من المضحك جداً ان واحد زائد واحد هو الجواب
ولكن عن أي جواب أتحدث هنا ، انا حتى لم اطرح السؤال
هل تظن أن السؤال هو واحد زائد واحد ! , لا راجع حساباتك من جديد ، في الحقيقة السؤال هو رقم اثنين
دعني اصيغها لك
اثنين يساوي واحد زائد واحد ، صدقني لن اصف شعوري حينما وصلت لهذه الجملة
هل ابكي ام اضحك ، هل احزن ام افرح ، احساس لا يمكن وصفه بعد حل لغز مبعثر بين دقائق فيلم لتكتشف اخيراً أن الجواب هو واحد زائد واحد !َ!




Incendies 2010 ( قصة تأسر قلبك فتجعل مشاعرك تنفجر غضباً ! )

1+1
يبدا الفيلم بنظرة بسيطة لما قد يتشكل لك انه فيلم عربي ، فكل ما ستراه مناطق عربية في الحقيقة
لإن قصة الفيلم اغلبها تحدث في احد البلاد العربية مروراً ب فرنسي الى كندا
نعم لا تستغرب الفيلم يجمع ما بين الاردني والكندي والفرنسي ، وأغلب الحوارات فيه تكون عربية بحته
ينتقل المشهد مع أغنية لم اعرف نوعها في الحقيقة ربما فرنسية ، ولكنها اعجبتني ، وستتكرر في بعض المشاهد القادمة 
وفي منطقة صحراية 
وفي داخل مخيم اشبه ب ملجأ ايتام ، اطفال ، في جحيم حرب طائفية بين المسيحية والاسلام
هنا اساس القصة ، وهنا الجواب ، وهنا البطل ، المخرج وضع النهاية بين يديك ، ولكن ب اسلوب جميل جداً بحيث يصعب ان تستنتج المشاهد القادمة ، لماذا ؟
الفيلم متنقل بين الماضي والحاضر ، يسرد لك جزء من الحاضر وجزء من الماضي ، خيطان يلتقيان لتتشكل لوحة جميلة بالمنتصف ، تحمل معها الفوضى المطلقة والأجوبة الصادمة والغير منطقية البته



المرأة التي تغني ( العاهرة 72 )
في أحد السجون ، في مكان ما ، في غرفة صغيرة ليس بها نافذة ، مظلمة ، كريهة
كل ما تسمعه هو صراخ و تعذيب واغتصاب بعض السجينات ، كانت هناك أمراه ، تنتظر دورها
ليس لها ذنب ، كل ما تتمناه ، هو لقاء طفلها الضائع بلا أسم
قررت ان تُغني من أجله ، من أجله فقط ، قررت أن تقاومهم ، بالغنى ، لم يعلم أن هذه الاغنية له ...



كل ما كتبته فوق بعض المشاهد البسيطة وبسرد سطحي وبسيط لكي أتجنب الحرق ، وحتى لو قراتها فلن تفهم شيء ، الفيلم اكثر تعقيداً ولا يكتمل جمال الفيلم الا في النهاية 
انصحكم فيه وبشدة ، هذا الفيلم اساسه القصة ، ستجعلك حزيناً لفترة ، نصحني فيه أحد الاصدقاء وكان نصحه مبالغ فيه 
ولكن بعد المشاهدة ، لا ألومه ، فقد شاهد شيئاً لا يتكرر بهوليوود الا نادراً 
ربما يكون الفيلم مملاً لبعض المشاهدين بحيث انه لا يعتمد على الاكشن والاثارة المطلقة في كل دقيقة 
هو سردي يضعك بين مشاهد الماضي والحاضر حتى تتكون لك القصة كاملة وبشكل جمالي يأسر قلب المشاهد 
اكررها ، انصحكم فيه بشدة ، وانصحكم بالصبر ، لأنه حينما ينتهي الفيلم ربما ستعيدون مشاهدته من جديد !

يستحق تقييم 10\10

" الموت لا يكون أبدا نهاية القصة ، بل ربما يكون البداية "